سعيد الكحل.
كشف النائب البرلماني السيد لحسن حداد، على صفحته في X، عن وثيقة/مراسلة رسمية من إدارة المخابرات العامة السورية، سنة 2012، موجهة إلى نظيرتها في الجزائر في موضوع: “مشاركة فصائل من الجيش الصحراوي مع الجيش العربي السوري” بغاية “التكوين والتدريب العسكري مع قوات الجيش العربي السوري”، والخضوع “لدورات تدريب على القتال مع وحدات قتالية للجيش العربي السوري”. بهذه الوثيقة يتأكد تواطؤ محور الشر السوري ـ الإيراني ـ الجزائري على استهداف أمن المغرب ووحدته الترابيه.
حبل الكذب قصير.
لطالما نفى القمجيون المغاربة، وعلى رأسهم غالي وويحمان والهنّاوي، أي علاقة بين إيران وحزب الله من جهة، وبين البوليساريو من جهة ثانية.
إذ جاء في تصريح للقومجي عزيز غالي أنه “يصدّق حسن نصر الله (الذي نفى، كذبا، معرفته بالبوليساريو) ويكذّب بوريطة” (الذي قدم ما يكفي من الأدلة التي تثبت تورط حزب الله في تدريب وتكوين عناصر البوليساريو). نفيُ القومجيين ليس نابعا من حرصهم على أمن المغرب والدفاع عن وحدته الترابية، وأنّا لهم هذا الحرص وهم يدافعون عن أطروحة البوليساريو ويساندون دعوته إلى “تقرير المصير”؟ بل هو تعبير فاضح عن ولائهم لملالي إيران وذراعها حزب الله في لبنان، وانخراطهم في خدمة أجندتها التخريبية/التوسعية.
إن موقف القومجيين هو رجع الصدى لبيان وزارة الخارجية الجزائرية بتاريخ 21 سبتمبر 2018، الذي نفت فيه ما ورد على لسان السيد عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، زاعمة أن “كلام الدبلوماسيين المغاربة عن علاقة حزب الله بجبهة البوليساريو مصدره مجموعة من الأكاذيب المضللة”.
صدَق بوريطة وبُهت القومجيون.
إن الوثيقة المسربة في موضوع العلاقة بين حزب الله والبوليساريو برعاية إيران والجزائر، تدحض أكاذيب السلطات الجزائرية وببغاوات القومجيين، وتؤكد صدق الدبلوماسية المغربي وقوة ومصداقية أدلتها. فالعلاقة بين الذراع العسكرية لإيران (حزب الله)، وبين الأداة الانفصالية للجزائر ليست وليدة اليوم، وإنما تم نسجها سنوات قبل 2012، تاريخ إرسال الوثيقة/المراسلة.
وهذا واضح من مضمون المراسلة الذي كشف عن معطيات جد مهمة، أبرزها:
أ ـ وجود “مراسلات سابقة بخصوص رغبة قيادات من الجمهورية العربية الصحراوية في بعث
فصائل من الجيش الصحراوي للتكوين والتدريب العسكري مع قوات الجيش العربي السوري”.
ب ـ وجود ” مراسلات بين وزارة الدفاع الجزائرية ووزارة الدفاع السورية حول الموضوع”.
ج ـ عقد لقاءات بين المندوب السوري في الجزائر وبين رئيس الجمهورية الوهمية “محمد عبد العزيز في مقر إقامته بمخيمات اللاجئين بولاية تندوف الصحراوية”.
د ـ “الشروع في تنفيذ الاتفاق الذي وقعته الاطراف الثلاث الجزائر والصحراء الغربية وسورية – في مقر قيادة القوات البرية في يناير 2012.”
هـ ـ سفر “قيادات البوليساريو “للمرة الثالثة إلى بيروت في كانون الأول 2011 للتشاور مع المقاومة اللبنانية والتنسيق في مهمة التكوين والتدريب والمشاركة في عمليات خاصة ضد الارهاب في القطر السوري”.
عدو عدوي حليفي.
لن يتعظ القومجيون ولن يراجعوا مواقفهم أو يتراجعوا عن ولاءاتهم الخارجية حتى وهم يرون انهيار التماثيل، التي خانوا وطنهم من أجلها، تتساقط تباعا.
ذلك أن الغلّ الذي تمور به صدورهم ضد وطنهم المغرب ومؤسساته الدستورية ووحدته الترابية، لن يسمح لهم بنشدان مصالحه العليا والدفاع عنها. لقد اختاروا خندق الأعداء والتحالف معهم، شعارهم في ذلك “عدو عدوي حليفي”.
لهذا نجدهم متحالفين مع التنظيمات الإسلاموية المتطرفة التي تسعى لإقامة “دولة الخلافة” وتحكيم الشريعة، وهي التنظيمات التي تكفّر كل من يخالف إستراتيجيتها. طبعا لم يستفد القومجيون من دروس التاريخ ومصير التنظيمات العلمانية والديمقراطية والاشتراكية التي تحالفت مع الإسلامويين (نموذج حزب تودة في إيران).
فعدو عدوي حليفي إلى أن ينفرد بي.