كتبها: عادل تشكيطو
وقف الناطق الرسمي للحكومة يخاطب كراسياً فارغة بحماس من يعتقد أن الكراسي تُصغي.
ربما اختار الصحافيون الاستماع عن بُعد، حفاظاً على صحتهم النفسية، أو ربما اعتقدوا أن الحضور الفعلي يتطلب مبرراً أقوى من إعادة تدوير تصريحات (رمادية، مملة، متكررة، لا تجيب عن أسئلة المغاربة المحرجة… )، ومحتمل أيضا أن منابر الإعلام لم لم تعد قادرة على أن تتحمل المزيد من عبء نقل القرارات “اللاشعبية” إلى الرأي العام، فاختارت أن تتنحى عن المشهد.
الحكومة، التي طالما وُصفت بأنها بعيدة عن نبض الشارع، يبدو أنها قررت أن تضيف إلى رصيدها لقب “حكومة بلا جمهور”.
مشهد الكراسي هذا قد يدخل التاريخ كواحد من أبلغ رموز العلاقة بين الحكومة والجمهور: خطابٌ يُقال، ولا أحد يستمع… ومن الواضح، في ذات الوصف، أن السي بيتاس قد وجد راحته في مخاطبة الكراسي مباشرة، فهي الوحيدة التي يبدو أنها ما زالت تُطيق سماع تصريحات الرتابة دون أن تشتكي أو تهرب!
ما زاد المشهد سخرية هو تصريح الوزارة بأن الصورة مأخوذة من “زاوية معينة”، وكأنني بها تريد القول: حتى الزوايا أصبحت تآمرية، تفضح العلاقة الحميمية بين الحكومة وعزوف الجمهور .
قد تكون الكراسي فارغة، لكن لا تقلقوا، سلة حياء الحكومة، الممتلئة حتى الحافة باللاحياء، تكفي لسد الفراغ.
وفي انتظار أن تعود الكراسي إلى رشدها، ستبقى هذه الصورة دليلاً قاطعاً على أن الحكومة أخيراً نجحت في إقناع جمهورها بعدم الحضور!