التبريس
البيضاء، ليلة أول أمس (الاثنين)، حدا لعمليات الاستدراج والتغرير لهتك العرض والاغتصاب وابتزاز نساء متزوجات وفتيات عازبات بمبالغ مالية كبيرة لعدم فضحهن ونشر الصور الخليعة التي التقطت لهن عبر الأنترنت، وراءها تاجر أحذية نسائية يملك معملا صغيرا بحي المعاريف، وشقة بالحي المحمدي.
وأفادت مصادر «الصباح» أن المشتبه فيه، الذي يجري البحث معه بمقر ولاية الأمن، حجزت لديه أزيد من 600 صورة لضحايا اعتداءاته الجنسية، التقطت لهن في أوضاع خليعة وبعضهن متزوجات، خضعن للابتزاز ودفعن مبالغ مالية، بصفة متكررة ومتفاوتة، مقابل عدول المتهم عن تنفيذ تهديداته بنشرها عبر «يوتوب» ومواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت الأبحاث أن جل الضحايا لم يستطعن الإبلاغ عن المتهم، إما بسبب حالتهن المدنية لأنهن متزوجات يخشين افتضاح أمرهن وتفكك أسرهن، أو أنهن عازبات ارتأين إبعاد الفضيحة عنهن بدفع المبالغ المالية للمتهم والاستجابة إلى طلباته واستعطافه بعدم النشر، بعد إدراكهن حقيقة مستدرجهن الذي كان يختفي وراء مهنته وامتلاكه معملا صغيرا للأحذية النسائية، ووجه باسم وإغراءات ما تلبث تتحول إلى سراب بعد التكشير عن أنيابه والمطالبة بمبالغ لا تقل عن 10 آلاف درهم لدرء الفضيحة، إذ أن المعلومات الأولية تشير إلى جنيه ملايين السنتيمات من عملياته الابتزازية التي استهدفت الضحايا.أفادت مصادر “الصباح” أن حالة خوف الضحايا من الفضيحة مكنت المتهم، البالغ من العمر 27 سنة، من مواصلة طريقته في الاستمتاع بالفتيات اللائي يستدرجهن عبر “فيسبوك” ويعرض عليهن أجود الأحذية التي يبيعها حتى يقتنعن ويزرن معمله الصغير الموجود بحي المعاريف. وبهذا المحل يبدأ سيناريو الإغراء إلى أن ينجح المشتبه فيه في مفاتحة الضحية بإعجابه بها لتسقط في الفخ طامعة في الحصول على أحذية رفيعة وهدايا، ما يدفعها إلى الانسياق إلى رغباته الشاذة وترافقه إلى شقة في الحي المحمدي حيث يمارسان الجنس معا، ويلتقط لها صورا دون أن تنتبه، لتجد نفسها في آخر المطاف بين مخالب ذئب يشهر في وجهها اللقطات الحميمية التي جمعتهما ويطالبها بمبالغ مالية مقابل عدم فضحها.
وجاء سقوط بائع الأحذية النسائية، على يد قاصر لا يتعدى عمرها 15 سنة، استدرجت بدورها عبر “فيسبوك” وأغرتها ماركات الأحذية التي يعرضها المتهم، فسقطت في الفخ، وفي أول زيارة لها للمعمل الصغير غرر بها المتهم وهتك عرضها، كما أخذ لها صورا، ليخضعها بدورها إلى الابتزاز.
ودخلت القاصر في حالة نفسية مزرية بسبب تكرار التهديدات، ما دفعها إلى البوح بما تخفيه إلى أمها، فاستشعرت الأخيرة الخطر الداهم المحدق بابنتها لتتوجه إلى المتهم وتطالبه بالكف عن تهديد الطفلة، لتجد نفسها بدورها أمام المطالب نفسها، ما دفعها إلى الموافقة مبدئيا على طلبه.
وأضافت مصادر “الصباح” أن تلك الموافقة لم تكن إلا حيلة من المرأة لتخليص ابنتها من الكابوس الذي يطاردها، فأخبرت زوجها واتفقا على إبلاغ الشرطة ومسايرة المتهم في طلباته.
وبتنسيق مع الشرطة، تم نصب كمين للمتهم، إذ باغتته عناصر الشرطة متلبسا بتسلم مبلغ الابتزاز، فحاول الفرار دون جدوى كما أبدى مقاومة عنيفة، برمي كل ما كان أمامه على عناصر الشرطة منفذي الكمين، إذ انتهى الأمر بإصابة رجل أمن في رجله وإيقافه للبحث معه.
وبتنسيق مع النيابة العامة، جرى تفتيش المعمل والشقة، كما خضع هاتف المتهم وحاسوبه إلى تفتيش انتهى بحجز أزيد من 600 صورة لضحايا المتهم في أوضاع خليعة. ومازال البحث متواصلا مع الموقوف، إذ ينتظر استدعاء بعض الضحايا اللائي حددت هوياتهن، أو اعترف المتهم بممارسته الأسلوب نفسه معهن.
صحف