نظم المكتب المحلي لفرع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالحسيمة مساء يوم السبت 11 مارس 2023 ، بمناسبة الإحتفاء بعيد المرأة العالمي، مائدة مستديرة في موضوع ” حقوق المرأة : الثوابت والمتغيرات في السياقين الوطني والدولي ” بقاعة جماعة الحسيمة، وذلك بتنسيق مع مركز حقوق الإنسان للذاكرة والأرشيف بشأن معرض للصور التي تستوحي من الذاكرة النسائية خلال عهد الحماية الاستعمارية وفي سنوات الجمر والرصاص، على الصعيد الوطني مغاربيا وعربيا، وهي من إبداع الفنان عبد القادر السكاكي . وقد شارك في هذه المائدة المستديرة أستاذ القانون العام في كلية الحقوق بفاس فاروق البضموسي، الذي تناول العديد من الأفكار المهمة في سياق مداخلته القيمة، والذي عمل على عنونتها ب ” دور القاضي الإداري المغربي في حماية حقوق المرأة “، وهو تناول هام ومبادرة جريئة تضع القضاء عامة والإداري على وجه الخصوص في قلب النقاش العمومي، لكونه يفضي إلى التمكين الفعلي للحقوق المعترف بها دستوريا وقانونيا للمرأة المغرببة، على ضوء مرجعيات وإن بدت متباينة، ولكنها تتقاطع في الأهداف التي ترتقي بمكانة المرأة، من قبيل المرجعية الإسلامية، والمرجعية الدولية، والمرجعية الوطنية التي أدرجها ضمن الخصوصية المغربية، وتطرق أيضا لمفهوم الميز الإيحابي، كما ناقش معاش المرأة الأرملة على ضوء القانون، ومشكل الانتقال الذي يتعلق بالمرأة في الوظيفة العمومية، والأحكام القضائية في هذه النوازل.
بالنسبة للأستاذة سامية البعوشي الفاعلة المدنية وعضوة المكتب التنفيذي للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، فقد تمحورت مداخلتها القيمة حول ” الحقوق البيئية للنساء في ظل القانون الدولي لحقوق الإنسان “، وكان من بين ما أثارته الإشارة إلى الأزمة الحادة للمناخ في جميع أنحاء الكوكب والآثار الخطيرة لذلك على المرأة والفتاة على وجه التحديد، وهي التداعيات التي تجهز على تمتع المرأة الفعلي بحقوقها بسبب التغيرات المناخية التي أصبح العالم يعيش تحت وطأتها، الأمر الذي يؤدي إلى وفيات كبرى في صفوف النساء أكثر من الرجال، وما يرافق ذلك من عوامل الفقر في صفوفهن والتسرب من التعليم وزواج الطفلات وارتفاع معدلات العنف المنزلي، والعنف ضد النساء بشكل عام، واستشراف مظاهر تمس بكرامة المرأة وإنسانيتها خلال فترات الجفاف الطويلة والفيضانات والأعاصير في عدد من دول العالم في أفريقيا وأوغندا وباكستان وأمريكا اللاتينية … وتنبيه الأمم المتحدة إلى هذه المخاطر الجديدة على حقوق المرأة، كما ناقشت مسألة العرف وعلاقته بالدين، والمرأة والأراضي السلالية .
بالنسبة للمتدخلة زاهية أفلاي أستاذة الأدب والمناهج النقدية بكلية الآداب بوجدة فقد تركزت مداخلتها القيمة في نسق مركب تمحور حول : ” الأسرة مدخل لتحقيق السلم المجتمعي: التحديات والمقاربات “، وللإشارة فقد أثارت قضايا نسائية عديدة تهم وضعية المرأة، مكانتها وحقوقها، بناء على مقاربة منهجية على ضوئها ناقشت المقاربة التي أسمتها تجزيئية، والمقاربة الشمولية، في اندماج مع مقاربات فرعية أخرى من قبيل المقاربة الوظيفية، ودور العلوم الاجتماعية، والمناهج التاريخية المتناولة لدور المرأة عبر التاريخ، وقدمت عدة أمثلة تهم الخطاب الذي يدافع عن حقوق المرأة، وزواج القاصرات، وكفاح المرأة منذ صغرها من أجل تحسين وضعها ورغبتها الجامحة في بناء أسرتها وتحقيق النجاح تربويا وأسريا …
والجدير بالذكر أن هذا الملتقى الحقوقي قام بإدارته وتسيير أشغاله الأستاذ المحامي من هيئة الناظور/ الحسيمة عادل الهلالي عضو المجلس الوطني للمنظمة المغربية ووثقه إعلاميا وتقريريا عضو المكتب المحلي للمنظمة الأستاذ الخطابي عبد الرحيم المسؤول عن المركز الإقليمي لمهن التربية بالحسيمة، وقرأت ورقته التأطيرية والتوجيهية التلميذة آية الفليني من ثانوية البادسي بالحسيمة، وبشكل متميز منوه به، تابعه وشارك فيه وحضره مجموعة من الأساتذة الباحثين في الجامعة المغربية، ومثقفين مهتمين وفعاليات حقوقية ومدنية مهمة من الجمعيات النسائية بالمدينة خاصة، وتخلل هذه الجلسة نقاش مفيد هادئ ورصين، بين الأستاذتين والأستاذ الذين حاضروا جميعهم في الموضوع، وتم ختمه بمنح شواهد المشاركة التقديرية .
متابعة.