تحت شعار “البحث العلمي والفعل الاجتماعي”، نظم مركز هارت للدراسات والأبحاث الاجتماعية والتنموية، تطوان، قافلة تضامنية في اتجاه إقليم الحوز من أجل دعم الاستقرار الاجتماعي والنفسي لسكان المناطق المنكوبة، والتي استغرقت ثلاثة أيام متصلة من 15 إلى 17 أكتوبر 2023، وتحديدا إلى دواوير دائرة أمزميز. وتأتي هذه القافلة في إطار مشروعه العلمي المنفتح على الديناميات الاجتماعية والفعاليات التنموية، و المنسجم مع الأرضية التأسيسية والأهداف العامة المحددة بمقتضى تصور استراتيجي يربط البحث بالفعل؛ وتفعيلا لمضامين البلاغ الصادر عن مكتبه المديري بتاريخ 11/9/2023 ذي الصلة بمواكبة حملات التضامن الاجتماعي والإنساني الوطنية والدولية مع سكان وأهالي المناطق المنكوبة ؛و إعمالا أيضا لالتزاماته الأخلاقية كمؤسسة بحثية ذات طموحات تنموية واجتماعية، إزاء القضايا العامة والأساسية للمجتمع والمواطنين-ات بمختلف أبعادها الانسانية والاجتماعية والنفسية؛ ومساهمة منه في التخفيف من معاناة وآثار الزلزال العنيف الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد، وألحق أضرارا جسيمة بالبنيان والعمران والإنسان على أكثر من صعيد، خاصة ما يرتبط بالاستقرار الاجتماعي والنفسي لأهالي الضحايا ولمن تبقى منهم على قيد الحياة. وكان ذات المركز قد نظم قافلة تضامنية أولى أيام 14 -15 و16 من الشهر الماضي في اتجاه مناطق مختلفة من أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت لتقديم الدعم المادي للأسر المنكوبة، والتي شملت أساسا المواد الغذائية والأغطية، الأمر الذي سمح لأعضاء المركز بتكوين صورة مقربة من الأوضاع هناك، وتشخيص دقيق للاحتياجات الأساسية للمنكوبين على الصعيدين المادي والاجتماعي-النفسي.
وما ميز القافلة الثانية لمنطقة أمزميز، إضافة إلى المساعدات العينية التي أشرف المركز على تجميعها وإيصالها إلى الدواوير المستهدفة(آيت عمارة البور، إيمين تلا….)، بتعاون مع مجموعة من الفعاليات الجمعوية من مدينة تطوان، هو مشاركة فريق علمي مكلف بالتدخل على مستوى المحور البحثي- العلمي، من خلال العمل على تعبئة استمارة شاملة لبحث تداعيات الزلزال وآثاره الاجتماعية والنفسية، والجوانب المختلفة المتعلقة بتمثّلات الحدث/ الكارثة الطبيعية قبل وبعد وقوعه-ا، ومسارات التعاطي مع مخلفاته من قبل الفاعلين الأساسيين( السلطة، المنتخبون، المجتمع المدني، الأهالي…)، وأيضا فريق متخصص في الدعم الاجتماعي والنفسي لضحايا الكارثة من النساء والأطفال والرجال، ومواكبة كل ما يتعلّق بدعم العودة إلى الحياة الطبيعية واستئناف الأنشطة الاجتماعية والاندماج في الدورة العادية للحياة العامة.
ومن المنتظر أن يواصل المركز نشاطه في هذا الاتجاه على امتداد عملية إعادة الأعمار، سواء بالتعاون مع مختلف الأطراف والقوى لتوفير مزيد من المساعدات المادية للمنكوبين، أو بتنفيذ أنشطة متقدمة للدعم الاجتماعي والنفسي للفئات الأكثر هشاشة من ضحايا صدمة الزلزال في مناطق مختلفة من الأقاليم المنكوبة، علاوة على مواصلة جهود البحث في كل ما يتعلق بآثار الكارثة على مستوى البيئة والاستقرار الاجتماعي والنفسي.
عبد المجيد السخيري/ عن المركز