بقلم عبد العزيز حيون
تشهد الكثير من شواطئ العالم حاليا حالة من التأهب القصوى وظاهرة طبيعية غير متوقعة تشكل مصدر قلق لسلطات دول سياحية مرجعية ، وهو الوضع الذي قد يستفيد منه المغرب خلال صيف هذه السنة .
وتتأثر الكثير من دول العالم خلال موسم الذروة السياحي بسبب الغزو الهائل للسارجاسوم sargassum (المصطلح العلمي )، وهو نوع من الطحالب البنية التي بدأت بالفعل تغطي الآلاف من الكيلومترات من شواطئ وموانئ دول كثيرة من العالم معروفة كوجهة سياحية عالمية تنافس المغرب بشدة .
وذكرت تقارير إعلامية دولية أن “غزو” السارجاسيوم ” بلغ مستويات قياسية، وهي تغطي شواطئ كثيرة من البحر الأبيض المتوسط وبحر البلقان والمحيط الأطلسي والبحر الأحمر على امتداد آلاف الأميال، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن موسم نمو هذا النوع من الطحالب لم ينته بعد.
وأصبحت هذه الظاهرة الطبيعية، التي كانت تحدث في السابق بشكل موسمي ، مصدر قلق دائم للسلطات الساحلية وصناعة السياحة في دول كثيرة منافسة للمغرب وعرضها السياحي شبيه للعرض المغربي .
وبحسب التقارير العلمية ، فإن خطورة هذا النوع من الطحالب تكمن في انتقالها الجغرافي السريع من شواطئ إلى أخرى، بعد أن انتقلت ، مثلا ، بسرعة كبيرة من شواطئ فلوريدا، الى جزر كيز وسان أوغسطين وبعدها الى الشواطئ الشهيرة في منطقة البحر الكاريبي، مثل المكسيك وبربادوس.
ولا تؤدي طحالب “السارجاسوم ” إلى إفساد المناظر الطبيعية الخلابة من الرمال البيضاء والمياه الفيروزية التي تجذب ملايين السياح كل عام فحسب، بل إنها تشكل أيضا خطرا على الصحة.
فهذه الطحالب عندما تتحلل على الشاطئ تطلق غازات سامة ذات رائحة نفاذة، بالإضافة إلى أنها تؤوي اليرقات والكائنات الدقيقة التي يمكن أن تسبب تهيج الجلد.
وبالنسبة للمناطق التي تعتمد على السياحة كمحرك اقتصادي، فإن هذا الوضع يمثل أزمة حقيقية. ويشعر أصحاب الفنادق والمطاعم ومنظمي الرحلات السياحية في أوروبا كما في أمريكا بالقلق بالفعل بشأن تراجع الحجوزات، وهم ينتظرون تجاوبا فعالا ودعما سريعا من السلطات الحكومية للتخفيف من التأثير البيئي والاقتصادي.
و الطحالب البنية “السارجاسوم” هو نوع من النباتات البحرية الرخوة العائمة، والتي تعتبر في ظل الظروف العادية جزءا من النظام البيئي البحري العام . ومع ذلك، في العقد الماضي، ارتفع وجودها بشكل مثير للقلق، مما أثر بشكل خاص على السواحل .
ويعتقد الخبراء أن تغير المناخ، وتراجع العناصر الغذائية في المياه بسبب الأنشطة البشرية، والتيارات البحرية القوية ، تساهم في نموها غير المنضبط.
وعلى الرغم من أنها تشكل ملجأ لبعض الأنواع البحرية في أعالي البحار، إلا أنها عندما تصل إلى الشواطئ بأعداد كبيرة تصبح آفة خطيرة يصعب السيطرة عليها.
ووجودهم المكثف لا يضر بالصورة السياحية للفضاءات والشواطئ المعنية فحسب، بل يؤثر أيضا على التنوع البيولوجي المحلي وجودة المياه.