المؤلف اختفى منذ 6 أيام بسبب تصريحه بأن تلمسان ووهران أراض مغربية
توصلت عائلة الكاتب الفرنسي الجزائري الأصل، بوعلام صنصال، بمعلومات عن إيقافه من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية، بعد حوالي ستة أيام من الاختفاء القسري.
وأوضحت جريدة “لوموند” الفرنسية أن إيقاف الكاتب الفرنسي الجزائري صنصال، البالغ من العمر 75 عاما، السبت 16 نونبر الجاري، تم أثناء وصوله إلى مطار الجزائر قادما من باريس، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يمثل قريبا أمام وكيل الجمهورية الجزائرية.
وقال زافييه دريانكور، صديق صنصال والسفير الفرنسي السابق في الجزائر “كنا نظن أن هاتفه المحمول تمت مصادرته من قبل السلطات عند وصوله إلى مطار الجزائر، لكنه لم يرد على رسائل البريد الإلكتروني أو على تطبيق “واتساب” أو حتى على هاتفه الثابت في منزله”، مشيرا إلى أنه تناول وجبة العشاء مع الكاتب في الليلة السابقة، مضيفا: “لقد عاد إلى الجزائر عبر رحلة للخطوط الجوية الفرنسية في اليوم التالي ولم يكن قلقا”.
ولم تكشف الجزائر عن أسباب إيقاف صنصال، وهو مهندس تخرج من المدرسة المتعددة التقنيات في الجزائر، وكان مسؤولا حكوميا وحمل لقب المدير العام للصناعة وإعادة الهيكلة، حتى إقالته من منصبه في 2003، حيث كرس نفسه للكتابة، وعمل على تحدي الكثير من الطابوهات والتحيزات في المجتمع الجزائري، الذي شهد تراجعا في الحيوية الفكرية والسياسية منذ انقلاب العقيد هواري بومدين في 1965 واستيلاء الجيش على السلطة.
وفي كتابه الأول، “قسم البرابرة”، حاول فهم العقليات التي دفعت أبناء وطنه إلى الحرب الأهلية الدامية التي عرفت بـ “العشرية السوداء”، وفي كتاب “قرية الألماني”، سلط الضوء على العلاقات الغامضة بين النازية وبعض حركات مكافحة الاستعمار، كما أيد حراك الجزائر في 2019، وهو حركة الاحتجاج ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، واحتج على معاملة المهاجرين من قبل حكومته.
ووفقا لمعلومات “لوموند”، فإن اعتقال صنصال يعكس تشديد السلطات الجزائرية، خاصة تصريحاته الأخيرة على منصة “فرونتيير” على “يوتيوب”، التي قال فيها “إنه من السهل استعمار الكيانات الصغيرة التي لا تمتلك تاريخا، ولكن استعمار دولة، مثل المغرب، أمر صعب للغاية”، مضيفا أن جزءا من الغرب الجزائري، مثل تلمسان ووهران وحتى مسكارة، كان تابعا للمغرب، قبل الاستعمار الفرنسي الذي قرر حينها بشكل اعتباطي ضم هذا الجزء إلى الجزائر من خلال ترسيم الحدود.
وذكر المحيطون بالرئيس الفرنسي، أن إيمانويل ماكرون “قلق للغاية” بشأن اختفاء الكاتب، وأن “أجهزة الدولة تعمل على توضيح وضعه”، مشيرين إلى أن “الرئيس يعبر عن ارتباطه الراسخ بحرية كاتب ومفكر كبير”.
خالد العطاوي