بعد الاتفاق على قبول الشباك السينية الدوارة الجديدة المقترحة من طرف المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري للتصدي لهجمات الدلفين الكبير ( النيكرو )، من قبل مجهزي وربابنة المراكب، مع التشديد على دراسة حجم كل مركب على حدة لضمان التزود بالشباك المناسبة، شرعت غرفة الصيد المتوسطية وملحقاتها في عملية إحصاء مراكب صيد الأسماك السطحية الراغبة في الاستفادة من هذا البرنامج الحكومي الرامي لتخفيف الآثار التي تسببها هجمات هذا الحوت على اقتصاديات وظروف عيش مجتمع البحارة، المتضررين بشكل مباشر من هذا الوضع بالإضافة لسلاسل الإنتاج الممتدة حتى الأسواق والمعامل.
وحسب مصدر مطلع فإن عملية التسجيل في غرفة الصيد المتوسطية بطنجة والملحقات التابعة لها للاستفادة من هذه الشباك الجديدة، قد وصل ل 41 مركبا لصيد السردين، وذلك بكل من موانئ الجبهة، رأس الماء، الناظور، الحسيمة، كلايريس، ومن المحتمل أن يصل عدد المراكب المسجلة خلال هذه العملية ل 60 مركبا.
وجاءت هذه العملية في أعقاب اجتماعين للّجنة التقنية في إطار برنامج دعم اقتناء شباك دوارة مقاومة لهجمات الدلفين الكبير “النيكرو” لفائدة مراكب صيد الأسماك السطحية الصغيرة الناشطة بالسواحل المتوسطية (ما عدا ميناء طنجة)، وهما اللقاءان المنعقدين بكل من الحسيمة وطنجة. حيث ترأس الاجتماع الأول الذي احتضنه مقر ملحقة الغرفة المتوسطية بالحسيمة يوم الثلاثاء 08 أكتوبر الجاري مونير الدراز رئيس الغرفة، بحضور المدير الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في الجهة الشرقية، مرفوقًا بمسؤولي مصلحة تتبع تطوير آليات الصيد بنفس المعهد، ومندوب الصيد البحري، وبعض مجهزي وربابنة مراكب صيد الأسماك السطحية الصغيرة. حيث تم تخصيص هذا الاجتماع لدراسة ومناقشة المعايير التقنية للشباك الدوارة كبديل وحل للأزمة لمواجهة هجمات الدلفين الكبير التي يعاني منها مهنيّو قطاع الصيد البحري في المنطقة المتوسطية.
الاجتماع الثانٍي عقدته اللجنة التقنية يوم الخميس 9 أكتوبر 2024 بمقر غرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة، ترأسه عن بعد رئيس الغرفة، بحضور المدير الجهوي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بطنجة، مرفوقًا بمسؤولي مصلحة تتبع تطوير آليات الصيد بنفس المعهد، ومندوب الصيد البحري، وبعض مجهزي وربابنة مراكب صيد الأسماك السطحية الصغيرة.
منير الدراز رئيس الغرفة صرح لموقع ” التبريس ” أن منح الدعم لاقتناء هذه ” الشباك تطلب جهودًا كبيرة من غرفة الصيد البحري المتوسطية للحصول على التمويل الكافي، مشيرًا إلى أن الهندسة الجديدة للشباك الدوارة ستأخذ بعين الاعتبار الخصائص التقنية لكل مركب على حدة، حيث سيتم تخصيص شباك مناسبة وفق الورقة التقنية التي سيقدمها ربان المركب للجهات المختصة بصنع وتطوير هذه الشباك. فيما تم الاتفاق على تشكيل لجنة إقليمية برئاسة عامل كل إقليم من الأقاليم المشمولة بهذه الاتفاقية لدراسة الملفات المعنية بالدعم لاقتناء الشباك السينية الجديدة “.
وأضاف المصدر نفسه ” أن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري تلقى الضوء الأخضر لإطلاق صفقة اقتناء شباك سينية دوارة جديدة ومقاومة لهجمات ” النيكرو “، وهي الصفقة التي ستتم وفق الورقة التقنية المقدمة للجهات المختصة بصنع وتطوير هذه الشباك “.
وحسب المادة 4 من الاتفاقية فتبلغ المساهمة الإجمالية لجميع أطراف هذه الاتفاقية ما مجموعه 90 مليون درهم على سنتين، ويلتزم الشركاء بإنجاز المشروع في حدود المبالغ المحددة (90) مليون درهم وبدون تغييره، وتحويل هذه الاعتمادات المالية لحساب المكتب الوطني للصيد. فيما تلتزم أطراف الاتفاقية من أجل إنجاز المشروع، بتتبع ومواكبة إنجاز الاتفاقية، فيما ستسهر وزارة الإقتصاد والمالية على تحويل مساهمات الشركاء وتتبع ومواكبة إنجاز الاتفاقية، بتنسيق مع باقي الأطراف، للتأكد من حسن سير الإنجازات ومطابقتها للأهداف المتوخاة.
وعانت موانئ الشمال وعلى طول السنوات الماضية من هجوم الدلفين الكبير المعروف لدي البحارة ب ” النيكرو “، حيث يهجم على شباك الصيد ويفرغها من الأسماك، ويكبد المجهزين خسائر بالجملة دفعت معظمهم إلى بيع مراكبهم أو الهجرة باتجاه موانئ أطلسية، ورغم الآمال التي يعلقها المجهزون والبحارة على الشباك الدوارة الداعمة والمقاومة، لتجاوز محنة ” الدلفين الأسود “، فإن البعض يشكك في نجاعة هذه الخطوة في مواجهة ظاهرة النيكرو ، خاصة أن معظم مراكب صيد الأسماك السطحية بميناء الحسيمة على سبيل المثال، تم بيعها وغادرت باتجاه موانئ أطلسية أو جنوبية، ولم يتبقى منها سوى مركبين ظلا يقاومان ويكابدان هذه المحنة أمام صمت الجميع.
خالد الزيتوني.