تنظم مؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم بتطوان، بتنسيق مع فضاء ميرامار للتنشيط الثقافي بالحسيمة، غدا السبت 13 شتنبر 2025، ندوة فكرية وتاريخية حول موضوع “الذاكرة والثورة الريفية”. ويأتي هذا اللقاء ضمن الأنشطة الثقافية الهادفة إلى استحضار محطات بارزة من تاريخ الريف وربطها بالذاكرة الوطنية المشتركة، في إطار نقاش علمي يسعى إلى تعزيز الوعي الجماعي بالتجربة الريفية في سياقها التاريخي.
ويتضمن برنامج الندوة عدة عروض، من بينها مداخلة للدكتور محمد طارق حيون يقدم فيها قراءة في كتاب “أيام في الذاكرة بين تفنسة والحسيمة” لمؤلفه أحمد المفتوحي، وهو عمل يوثق لتجارب ووقائع من الذاكرة المحلية. كما سيقدم الأستاذ حسن سيكا قراءة في المؤلَّف الجماعي عن المقاومة والحركة الوطنية بشمال المغرب: «الثورة الريفية من 1909 إلى 1956»، بما يحمله من مقاربات بحثية تسعى إلى توثيق أحداث مفصلية في تاريخ المنطقة وإبراز بعدها الوطني.
وسيشارك أيضا الدكتور محمد سعيد الدردابي بمداخلة حول “الثورة الريفية من خلال السينما الكولونيالية”، تتخللها مشاهدة فيلم وثائقي يعرض صورة الريف في الإنتاجات البصرية الاستعمارية وما تحمله من رسائل ودلالات تاريخية. ويهدف هذا المحور إلى فتح نقاش حول دور الصورة في بناء التمثلات الجماعية للتاريخ، وكيفية تأثير السينما الكولونيالية في رسم صورة عن المقاومة والريف في المخيال العام.
وستعرف الندوة تسييرا من طرف الأستاذ صديق عبد الكريم، بحضور باحثين ومهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي. وينتظر أن تفتح هذه المبادرة الفكرية نقاشا واسعا حول أهمية استحضار الثورة الريفية ضمن الذاكرة الوطنية، باعتبارها جزءا أساسيا من الهوية المغربية الجامعة، وكمرجع لإبراز قيم الصمود والمقاومة التي يمكن استلهامها في الحاضر والمستقبل.