يعيش إقليم الحسيمة سواء المدينة المركز أو المدن الصغيرة مثل إمكزورن وبوكيدان توترا سياسيا واجتماعيا على خلفية تظاهرين الساكنة من أجل أجندة مطالب عالجة وإصرار السلطات على اللجوء الى القوة، بينما تؤكد هذه التطورات فشل الأحزاب السياسية في لعب دور المحاور .
وتزامنت الاحتجاجات السلمية مع الذكرى 54 لرحيل زعيم الثورة الريفية محمد بن عبد الكريم الخطابي، حيث دعا النشطاء الى التظاهر وإغلاق المحلات التجارية، وهو ما حصل بالفعل حيث أقدمت الكثير من المحلات التجارية على الاغلاق، كما قصد نشطاء المدن الصغيرة المدينة المركز. ويطالب المحتجون بإنصاف منطقة الريف اقتصاديا علاوة على تحقيق نزيه في ملف مقتل بائخ السمك محسن فكري.
وعملت السلطات الى منع المحتجين القادمين من إمزورن وبوكيدان ومناطق أخرى، وعملت على تفريق أي تظاهرة، الأمر الذي تطور الى مناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وفي ظل صمت وزارة الداخلية كعادتها، يؤكد المحتجون أن التظاهرات هي سلمية كما يحدث منذ قرابة ثلاثة أشهر، بينما الدولة تريد لجأت الى القوة اعتقادا منها بإنهاء شرارة الاحتجاج. ومن ضمن ما أورده النشطاء قطع الدولة الكهرباء على المدينة الصغيرة بوكيدان والحديث عما يفترض اقتحام منازل في ملاحقة النشطاء.
ونشر الكثير من النشطاء أشرطة فيديو في الفايسبوك ويوتوب تظهر مطاردات الأمن للمحتجين وتبادل الرشق بالحجارة وشاحنات خراطيم المياه لتفريق التظاهرات، ويحكي المئات في الفايسبوك ما يجري، حيث هناك تغطية شاملة لكل الأحياء والحسيمة وباقي المدن الصغيرة. وتأتي هذه الاحتجاجات والمناوشات بين قوات الأمن والمحتجين لتبرز ما يلي:
في المقام الأول، استمرار التوتر والاحتقان في منطقة الريف جراء الغبن الذي تحس به الساكنة نتيجة ما تعتقده من تهاون الدولة في تحقيق بعض المطالب الاجتماعية والاقتصادية والتحقيق النزيه في مقتل محسن فكري والشباب الذين لقوا ختفهم في ظرفو غامضة في البنك منذ سنوات.
في المقام الثاني، أحداث الحسيمة تؤكد فشل الأحزاب السياسية في لعب دور الوسيط بين الساكنة والدولة، حيث لم يقدم النواب في البرلمان أي أسئلة تتعلق بالمنطقة والحيف الذي تعيشه.
وهذه الأحداث تبرز أن الوضع أصبح مقلقا في منطقة الريف بحكم غياب الحوار وتهاون الدولة في تلبية بعض المكالب ومنها بناء مستشفى خاص بأمراض السرطان، حيث تسجل المنطقة أعلى نسبة من الإصابات من هذا المرض في مجموع المغرب.
ألف بوست