بقلم الكاتبة هدى التسولي
بالله عليكم ومتى كانت القدس خالصة و صافية لنا نحن المسلمين؟
القدس نواة ومنبع لجميع الديانات السماوية وكل طائفة ترى نفسها أحق من الأخرى في امتلاكها.
نحن العرب منذ أن تفككت روابطنا الدينية و العرقية وابتعدنا عن تعاليم الإسلام ضعنا و ضيعنا كل جهود و مكاسب أجدادنا.
لكن تحت راية من كانت فلسطين آنذاك تابعة يا سادة؟
ضعفت الإمبراطورية العثمانية و استسلمت بعد هزيمتها في الحرب العالمية1 فتمكنت الدول الأستعمارية والمحتلة أن تسسلل إلى الشرق وأجبرتها على التخلي عن الأراضي العربية و عن أراضيها بأوروبا وبعض الجزر فانهارت الإمبراطورية العثمانية و قامت تركيا محلها، فاقتطعت بريطانيا فلسطين مع قدسها وقدمتها على طبق من ذهب إلى اليهود وطبعا ليس بالمجان لقد كان مقابل تضحيات اليهود العظيمة أثناء الحرب العالمية1و2 في دفع ثروات طائلة لبريطانيا بفضل قوة نفوذهم الإقتصادي عالميا آنذاك وحوزتهم على ٱحتياط مهم من الذهب مقابل أرض فلسطين كما أنهم خططوا لهذا الإحتلال منذ قرن من الزمان فاشتروا الكثير من الأراضي و الضيعات من الفلسطينيين الذين أغروهم بالأموال الكثيرة و الذهب إستعدادا للإستيطان حسب خطة المؤتمر الصهيوني العالمي الأول بمدينة بازل بسويسرا سنة 1897 و للأسف كانت استجابة لإتفاقية سايس بيكو السرية1916 التي قسمت فيها الأراضي العربية مقابل ولادة دوليلات مستقلة بعضها عن البعض وبعدها وعد بلفور1917 تنفيذا للوعد البريطاني للحركة الصهيونية بإنشاء وطن قومي اليهود بفلسطين.
فأين موقع المغرب في كل هذه الأحداث التاريخية ؟ وهل نحن من سلم مفاتيح القدس لليهود؟
و هل المغرب من جلس على طاولة واحدة مع بريطانيا ووافق على تقطيع الخريطة العربية إربا إربا مثل كعكة عيد ميلاد.
طوال سنين طويلة قدم المغرب كل ما في وسعه لتقديم المساعدات الإنسانية و المادية و المعنوية وكأن اعتراف المغرب بالكيان اليهودي هو الذي سيفصل في قضية فلسطين الأبدية التي لم يستطع أباطرة و قياصرة حكام العالم الأقدمون الفصل فيها و حمايتها.
ولمن يحب الاطلاع على التاريخ المفصل لفلسطين بتاريخ العبرانيين وفي 1000 قبل الميلاد كانت مملكة العبرانيين قد توطدت أركانها على يد شاول و داود ، وٱستقرت ببيت المقدس وبعد حكم سليمان ٱنقسمت المملكة إلى دولتين: دولة اسرائيل و دولة يهوذا اللتين دمرتهما آشور و بابل حوالي(722و 586 قبل الميلاد).
ثم غزا الفرس فلسطين، وكونوا بها مملكة تحت رعايتهم، وغزا الإسكندر فلسطين في القرن الرابع قبل الميلاد ولكن محاولة الإغريق فرض حضارتهم عليها أثارت اليهود الذين أقاموا في 141 ق.م دولة جديدة بقيت سبعين عاما. ثم خضعت فلسطين لحكم الرومان.
وكانت زمن المسيح يحكمها ملوك يدعون هيرودس ، لم يكن لهم من السلطان سوى ظله، ولم يفلحوا في التوفيق بين اليهود و الرومان. وقام اليهود بفتنة سنة 66 م ضد الحكم الروماني ، فأخمدها الرومان و دمروا الهيكل في 70 م ، وطردوا اليهود. ولما ٱعتلى قسطنطين الأول العرش صارت فلسطين كعبة يحج إليها المسيحيون، وٱزدهرت البلاد في عهد يوستنيان.
وفي القرن السابع دخلت في حكم العرب، وفي القرن التاسع ٱمتلكها الفاطميون. و توالت على فلسطين الحملات الصليبية، و ٱستولت الحملة الأول على بيت المقدس، وأقيمت مملكة بيت المقدس سنة 1099 م التي عمرت أقل من مئة عام. خلص العرب الأماكن المقدسة من أيدي الصليبيين، و حكموا فلسطين حتى 1516 م حينما وقعت في قبضة سليم الأول سلطان العثمانيين .
ولم يبدأ قدوم اليهود الأوروبيين لإستيطانها إلا حوالي1870 م ، ولكن الصهيونيين الذين ملأت قلوبهم نزعة متطرفة من حب الإستعمار و طرد الوطنيين الأصليين لم يدخلوا فلسطين إلا في أوائل القرن 20.
وفي 1920 م استولى البريطانيون الذين كانت فلسطين قد وقعت في قبضتهم في الحرب العالمية الأولى، استولوا على البلاد وأعلنوا عزمهم على تخصيصها لإقامة وطن قومي اليهود فجرت اشتباكات بين العرب و اليهود في الفترة ( 1920-1939) من جراء مقاومة الوطنيين العرب للسيطرة اليهود على بلادهم ، وشرائهم أرضهم.
وضع البريطانيون خطة سموها بالكتاب الأبيض سنة 1939 لإقامة دولة مستقلة، يكون العرب العنصر الغالب فيها و التي تزيد أبوابها في وجه هجرة اليهود بعد 1944. وبدأت الحالة السياسية في الحرب العالمية الثانية، إذ تعاونت جميع الطوائف في تقديم المساعدة ببريطانيا.
وبعد انتهاء الحرب تجددت الفتن و المناوشات بين العرب و اليهود. و اندلعت نيران حرب مستديرة بين الدول العربية و اليهود. ولولا تفرق كلمة العرب عندئد لذهبت ريح الصهيونية إلى الأبد.