خلق وميض أزرق تجلى للناس بالتزامن مع الهزة الأرضية التي ضربت إقليم الحوز في الثامن من شتنبر الجاري الكثير من والتساؤلات والتأويلات والجدل، بل إن فيديوهات كاميرات مراقبة رصدت هذا الضوء البراق غذت نظرية المؤامرة التي تتحدث عن “زلزال مفتعل” بينما رجح البعض أن البريق الأزرق ليس سوى خديعة تقنية يروجها أتباع نظريات المؤامرة، لكن ماذا يقول العلماء والجيولوجيون المتخصصون؟
ليست هذه المرة الأولى التي يرصد فيها ضوء في السماء متزامن مع زلزال. فقد كانت أول مرة يرصد فيها هذا الضوء في زلزال ضرب اليابان نهاية الستينات من القرن الماضي، كما تكرر الأمر في زلزال تركيا وسوريا، وهو الأمر نفسه الذي وقع في زلزال الحوز، الذي بلغت قوته 6.8 على سلم ريختر.
هل للزلازل ضوء؟
تعرف هذه الظاهرة الغامضة باسم “ضوء الزلزال”، ولطالما شكل هذا الموضوع محل نقاش طويل بين العلماء. وعلى الرغم من غياب إجماع حول أسباب هذا الوميض، يرى جون دير، عالم الجيوفيزياء المتقاعد الذي عمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، لشبكة CNN، أنها “حقيقية بالتأكيد”.
وذهب إلى أن مقطع الفيديو الأخير من المغرب يشبه أضواء الزلازل التي شوهدت على الكاميرات الأمنية أثناء الزلزال الذي ضرب بيسكو، بيرو، في عام 2007.
ويتصور جون دير أن تلك الأضواء قد تساعد في محاولات الكشف المبكر إذا ثبت أنها مرتبطة بالنشاط الزلزالي.
وقد جرى توثيق حدوث رشقات ضوئية مرتبطة بالزلازل تاريخياً لعدة قرون. يمكن أن يتراوح طول هذه الدفقات الضوئية من ومضات سريعة إلى كرات نارية مدتها دقيقة واحدة. ويمكن أن تظهر عالية أو منخفضة في السماء وتظهر في مجموعة متنوعة من الألوان. ويمكن أن يصاحب الزلازل عدد من الظواهر البصرية، مثل الإضاءة غير العادية.
ضرب زلزال الحوز ليلا، إذ نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن عالم الجيوفيزياء فريدمان فرويند من معهد SETI، الذي راجع 65 تقريرًا عن “أضواء الزلازل” المحتملة، قوله: “إن ظروف رؤية أضواء الزلازل من قبل الناس وربما حتى تسجيلها بواسطة الكاميرات ستكون عالية نسبيا”..
ومع ذلك، فإن استخدام فريدمان لمصطلح “أضواء الزلزال” يتعلق حصريًا بتأثيرات الإنارة الناتجة عن حركة الصفائح التكتونية أثناء الزلزال. وأضاف فريدمان لصحيفة “واشنطن بوست” أن الأرض تتمتع بالتوصيل الكهربائي.
وتوصف هيئة المسح الجيولوجي بالولايات المتحدة، أضواء الزلازل على أنها برق، وكرات من الضوء، وتوهج ثابت. ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع يدعم تفسير هذه الظاهرة المحيرة.
وتفيد هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن هناك خلافًا بين علماء الجيوفيزياء، ووفقا لصحيفة India Today يعتقد البعض أن أيًا من التقارير لا يمثل دليلاً قاطعًا على وجود “ضوء الزلزال”، بينما يعتقد البعض الآخر أن بعض التقارير على الأقل يمكن أن تكون مرتبطة به بشكل معقول.
ووفقا لصحيفة إندبندنت، فإن أول دليل فوتوغرافي لهذه الظاهرة تم تقديمه في عام 1973 من قبل الجيولوجي الياباني يوتاكا ياسوي، الذي التقط صورا للسحب الحمراء والزرقاء المشتعلة في السماء بعد سلسلة من الزلازل التي هزت مدينة ماتسوشيرو في عامي 1965 و1967.
وفي العديد من الحالات الأخرى، يتساءل العلماء والمتشككون عما إذا كانت هذه المشاهدات مرتبطة بالفعل بالزلازل.
ما الذي يسبب “أضواء الزلزال”؟
استشهدت شبكة CNN بالبحث الذي قدمه الدكتور فرويند وزملاؤه عام 2014 حول هذه الظاهرة، حيث أكدوا أن الصخور المتوترة، مثل البازلت والجابروس، وهو نوع من الصخور البركانية الخشنة، قد تطلق شحنة عند تنشيطها بواسطة الموجات الزلزالية.
وهذه الشحنات لديها القدرة على التحرك نحو السطح، وتتحد لتشكل “حالة تشبه البلازما”، وتنتج تفريغات كهربائية في الغلاف الجوي، وفقًا للباحثين.
يُعتقد أن أقل من 0.5% من الزلازل على مستوى العالم، وفقًا لبحث نُشر عام 2014 في مجلة Seismological Research Letters، تكون مصحوبة بأضواء.
تيليكسبريس
صورة الجزيرة نت