بعد الهجوم الصاروخي الواسع الذين شنته إيران على إسرائيل الثلاثاء يرى خبراء عدة أن التوجه نحو حرب إقليمية قد بدأ فعلا.
تعاني منطقة الشرق الأوسط أساسا توترا شديدا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل سنة إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، والتي امتدت الآن إلى لبنان.
بعد تصعيد استمر لأشهر، بات خطر الانتقال إلى نزاع مكثف يمتد إلى دول أخرى أكثر احتمالا بحسب محللين عدة، ما يثير قلق المجتمع الدولي.
بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، أكد المسؤولون السياسيون والعسكريون الإسرائيليون أن الدولة العبرية سترد.
ووصفت طهران هجومها الذي استخدمت فيه حوالى 200 صاروخ بالستي، بأنه انتقام لقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في ضربة ن سبت إلى إسرائيل واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 أيلول/سبتمبر قتل فيها أيضا مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني.
ويلقى حزب الله دعما كاملا من إيران ويعتبر حليفها الرئيسي في المنطقة.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتايناهو إلى القول مساء الثلاثاء بعيد الهجوم “إيران ارتكبت خطا فادحا (..) وستدفع الثمن”.
ويرى ديفيد خالفا أحد مدراء مرصد شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة جان جوريس، أن الإسرائيليين “مضطرون (إلى الرد) بسبب حجم (الهجوم) ونظرا إلى أن ثمة تبدلا في طبيعة الأهداف” في الهجوم الإيراني.
ويقول داني كيتينوفيتس الخبير بشؤون إيران في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن “إنها مرحلة أعياد (يهودية) والوقت غير مناسب للرد لكنه سيأتي سريعا على الأرجح”.
يقول خالفا إنه منذ الهجوم الإيراني تتحدث عدة أطراف في إسرائيل وبينهم أعضاء في الحكومة عن “فرصة تاريخية متاحة أمام إسرائيل لتصفية الحساب نهائيا مع النظام الإيراني”.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت الأربعاء إلى توجيه ضربة حاسمة لتدمير المنشآت النووية في إيران.
ومن بين الخيارات المتاحة، يتداول خبراء ووسائل أعلام في إسرائيل احتمال شن ضربات على مواقع استراتيجية أو حتى هجوم سيبراني.
وتحدث الرئيس الأميركي جو بادين الخميس عن “مباحثات” جارية حول ضربات محتملة على منشآت نفطية إيرانية.
ويوضح خالفا أن إيران وإسرائيل، وبعد توتر متواصل منذ عقود، “لم تعودا في مواجهة كامنة بل أصبحتا في حرب مفتوحة” قد تتحول إلى “حرب استنزاف إقليمية”.
ويؤكد نتانياهو الذي ت عتبر بلاده القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ان إيران تسعى جاهدة إلى حيازة السلاح الذري، مشددا على أنها ستشكل في هذه الحالة تهديدا وجوديا للدولة العبرية المنخرطة في “حرب بقاء” منذ هجوم حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر والحرب التي اندلعت معه على الإثر في قطاع غزة. ولطالما نفت إيران أن يكون لبرنامجها النووي أغراض أخرى غير مدنية.
ويقول كريتونوفيتس إن إيران “قامت بحساباتها وأكد (مسؤولوها) أنهم جاهزون” مشيرا إلى أن الرد الإيراني على ضربات إسرائيلية محتملة “سيكون سريعا”.
وترى سيما شين مديرة برنامج الأبحاث حول إيران في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن الوطني أن “قدرتها على التدمير مثبتة. يمكنها إرسال أكثر من 200 صاروخ لا بل 300 ولديها مسيرات أيضا”.
وتضيف “يمكنها أيضا محاولة تنفيذ عمليات إرهابية في الخارج” ذاكرة إمكان حدوث هجمات على بعثات دبلوماسية إسرائيلية أو مراكز منظمات يهودية.
ويرى محللون أنه مع كل عتبة جديدة يتم تجاوزها، تزيد مخاطر اندلاع حرب إقليمية مع أن إسرائيل وإيران أكدتا مرات عدة أنهما لا ترغبان بالدخول في دوامة عنف والرد والرد المضاد.
وتخوض إسرائيل مواجهة مسلحة على جبهات عدة: في قطاع غزة حيث لا يزال نحو مئة رهينة محتجزين منذ السابع من اكتوبر فضلا عن الضفة الغربية، وضد المتمردين الحوثيين في اليمن الذين يستهدفون الدولة العبرية بانتظام بصواريخ أو مسيرات.
وفي لبنان، باشر الجيش الإسرائيلي بعد غارات مكثفة ضد حزب الله، الاثنين ما يصفه بأنه عمليات محدودة، وحشد قوات إضافية.
رغم ذلك يقول كريتينوفيتس إن “المطاف سينتهي بسعي الطرفين إلى حل سياسي” معتبرا أن الولايات المتحدة وكذلك فرنسا وتحديدا في لبنان، يمكنهما لعب دور حاسم في التهدئة، وأكد بايدن الخميس “بوسعنا تجن ب” اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
ا.ف.ب