بعد أيام قليلة من التعديل الحكومي، بدأ وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الجديد، في دراسة الملفات المؤرقة في الوزارة، وعلى رأسها عدد التلاميذ الذين يغادرون المدارس سنويا، والذي يلامس 300 ألف تلميذ.
وعلمت «الصباح» أنه تم الشروع في تنزيل مشروع خلايا اليقظة، خاصة في مدارس الريادة، التي استفادت من إمكانيات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بالأطر المواكبة للتلاميذ، في التوجيه التربوي، والمختصين التربويين.
وبالإضافة إلى الأطر التي يمكنها مساعدة الوزارة للحد من نزيف التلاميذ الذين يغادرون المدارس، تم تزويد خلايا اليقظة بمعدات وآليات رقمية من أجل تتبع التلاميذ قبل انقطاعهم، ومعالجة المشاكل الاجتماعية أو الاقتصادية أو التربوية التي يعانونها.
وستكون لخلايا اليقظة إمكانية الولوج والاطلاع على كل المعطيات التي تتعلق بالتلاميذ المعنيين، إذ سيفتحصون التاريخ التربوي للتلميذ، من خلال الاطلاع على بيانات نقاطه، وعلى عدد الساعات التي يتغيب فيها، ناهيك عن سنوات التكرار وغيرها من المؤشرات التي يمكن أن تساعدهم على الكشف المبكر عن حالات الانقطاع.
وفي الوقت الذي يزيد فيه عدد المنقطعين عن الدراسة عن 300 ألف تلميذ سنويا أو يقل، حسب السنوات، فإن الوزارة تريد معرفة الأرقام الحقيقية لظاهرة الهدر المدرسي، خاصة أن البعض يغادر المدرسة ويتجه للتسجيل في التكوين المهني، ومع ذلك يحسب مع المنقطعين، رغم أنه غير مجال التكوين.
وهناك أيضا حركية كبيرة في السنتين الأخيريتين من أجل إعادة المنقطعين، إذ تمكنت الوزارة العام الماضي من إعادة ما يقارب 80 ألف تلميذ، من خلال حملات كبيرة مع مجموعة من المؤسسات الجمعيات.
وسيبدأ توحيد الرقم التعريفي للتلاميذ في جميع مؤسسات التكوين، من أجل القدرة على تتبع الملتحقين بالتكوين المهني أو غيره من مؤسسات التكوين، إذ أن كل من يغادر المدرسة يعتبر منقطعا، في حين أنه قد يتابع تكوينه في مؤسسة أخرى.
وتشكل خطوة تنزيل خلايا اليقظة على مستوى المؤسسات، استمرارا لمشاريع الوزارة التي باشرها الوزير السابق بنموسى، إذ هناك عدد من المشاريع التي أعلن عنها، غير أنها لم تبدأ فيها الوزارة بعد، أو لم يتم تعميمها، والتزم الوزير الجديد باستكمال مشاريع بنموسى، وعلى رأسها مشروع مدارس الريادة.
عصام الناصيري