وجد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، نفسه مضطرا لوضع معايير جديدة لاختيار مؤسسات الريادة في الموسم المقبل، بعدما تبين أن المعايير السابقة لم تعد صالحة.
واصطدمت الوزارة بإشكالية كبيرة، متمثلة في توفير الإعداديات للتلاميذ، الذين يدرسون حاليا في مؤسسات الريادة الابتدائية، فبعد توسيع دائرة الريادة لتشمل السلك الإعدادي، هناك إمكانية لانقطاع بعض التلاميذ، وعودتهم للإعداديات العادية.
وتعمل الوزارة حاليا على اختيار إعداديات الريادة، بناء على روافدها من المؤسسات الابتدائية، الأمر الذي سيعيق عملية التعميم مؤقتا، لأن التلميذ الذي درس في الريادة، يجب أن ينتقل إلى إعدادية الريادة، وهو ما لا تتوفر عليه الوزارة في الوقت الحالي، إذ أن الإعداديات لا تتجاوز 232 وحدة، مقابل مئات المدارس الابتدائية.
وإذا كانت الإعداديات ستخصص لروافدها من مدارس الريادة الابتدائية، فإن التلاميذ الذين يدرسون بالمدرسة العادية، ما يزال الطريق طويلا أمامهم للانضمام للنظام الجديد، إذ ستعطى الأولوية للأشخاص الذين انتقلوا من مدارس الريادة الابتدائية، على أن لا يقع تغيير في طرق التدريس، عند الانتقال إلى الإعدادي.
وحصلت «الصباح» على مراسلة وجهتها الوزارة إلى مديري الأكاديميات، تلفت انتباههم إلى هذه الإشكالية، ووضع معايير جديدة لاختيار الإعدادية في الموسم المقبل، إذ أكدت على ضرورة الحرص على الاستمرارية البيداغوجية، بين السلكين الابتدائي والثانوي الإعدادي، من أجل ضمان استفادة التلاميذ من نظام بيداغوجي موحد.
وأكدت الوزارة على المديرين، أن يعطوا الأولوية للمؤسسات التعليمية المرشحة للانخراط في هذا النموذج، والتي تستجيب لشرط الانخراط الفعال لفرقها التربوية، بما يضمن أجرأة محاوره بشكل ناجع.
وسيتم في مرحلة أولى حسب المراسلة، اختيار المؤسسات الابتدائية، بناء على خارطة الإعداديات التي طبقت مشروع الريادة، إذ يجب أن يكون لكل إعدادية 5 مؤسسات ابتدائية روافد على الأقل.
وبالمقابل تقول الوزارة إنه يجب اختيار الإعداديات الجديدة، بناء على خارطة المدارس الابتدائية التي شرعت في مشروع الريادة، وعددها 2626 وحدة، مع ضمان تغطية شاملة ما أمكن.
وسيكون مشروع التعميم صعبا جدا في السنوات الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بتجهيز المؤسسات، وتكوين الأساتذة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعالم القروي، الذي لا يتوفر على أبسط التجهيزات، بل يفتقر أيضا للموارد البشرية الكافية لتطبيق المشروع.
عصام الناصيري