بقلم عبد العزيز حيون
قررت دول الاتحاد الأوروبي ،الدنمارك، رفع سن التقاعد الى 70 سنة ،بذريعة عدم تضييع الكفاءات وتثمينها لتنفع الأجيال الصاعدة والبلد ككل،في جوانب عديدة منها الصحية والمالية .
وستصبح الدنمارك الدولة التي تتمتع بأعلى سن للتقاعد في الاتحاد الأوروبي ،على أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ بالتدريج سنة 2040.
وتم تحديد سن التقاعد العادي في دول أوروبية عديدة مثل بولونيا في 67 سنة بالنسبة للرجال وإسبانيا في حدود 66 عاما وثمانية أشهر لأولئك الذين لم يتعدوا مدة 38 عاما وثلاثة أشهر في حياتهم العملية.
ويستطيع أولئك الذين تجاوزوا العتبة المحددة في الحياة العملية أن يختاروا التقاعد والحصول على 100% من معاشهم التقاعدي عند بلوغهم سن 65 عاما. وهو وضع يختلف في جميع أنحاء أوروبا، حيث تحدد البلدان استراتيجياتها الخاصة.
وقد قامت الدولة الأوروبية الشمالية برفع سن التقاعد ، لتصبح بذلك الدولة الأوروبية التي لديها أعلى سن للتقاعد في المنطقة. ووافق برلمان الدولة الاسكندنافية (فولكتينغ) هذا الأسبوع على رفع سن التقاعد إلى 70 عاما، وهو الإجراء الذي حظي بدعم أغلبية كبيرة (81 صوتا لصالحه، و21 ضده).
لكن هذا الإجراء لن يدخل حيز التنفيذ فورا ، و بالتالي لن يتم تنفيذ هذا القرار إلا ابتداء من سنة 2040. وهو القرار الذي ينبع من مشروع إصلاحي عام صدر قبل نحو عشرين سنة ، والذي ربط سن التقاعد بمؤشرات متوسط العمر المتوقع، والتي تتم مراجعتها كل خمس سنوات،وسن التقاعد حاليا هو 67 عاما.
ولكن هذا الرقم سيرتفع تدريجيا إلى 70 عاما خلال 15 عاما: وسيصل إلى 68 عاما في عام 2030 و69 عاما في عام 2035. ومن تم ، فإن أولئك الذين ولدوا بعد الأول من يناير 1970، سيتعين عليهم الانتظار حتى سن السبعين لإنهاء حياتهم العملية.
ويمكن أن تؤدي هذه الأعوام السبعين إلى وضع حد لهذا النظام، حيث أعربت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن عن دعمها لمراجعة النظام بعد بلوغ هذا السن.
وما هو أعلى سن للتقاعد في أوروبا ؟
ورغم تردد رئيسة الوزراء الدنماركية ، تسلط وزارة العمل في هذه الدولة الاسكندنافية الضوء على مزايا مختلفة للزيادة في سن التقاعد.
وهكذا، ترى كوبنهاغن أن زيادة سن التقاعد بثلاث سنوات من شأنها أن تعزز ميزانية الدولة العامة بنحو 15 مليار كرونة دانمركية (أكثر من ملياري يورو) بحلول عام 2040.
ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الخبراء يؤكدون أن هذا التوفير سيفيد الفئات النشطة من المجتمع ، فقد انتقدت النقابات العمالية هذا الإجراء، واعتبرته مجحفا في حق الطبقة الشغيلة وعموم الفئات النشطة .
ولكن وضع التوظيف في الدنمارك لا يشكل استثناء ضمن الإطار الأوروبي. وتؤخر بلدان مختلفة (مثل إسبانيا وبولونيا والتشيك والنمسا ،على سبيل المثال) بشكل متزايد تحديد السن الذي يترك فيه الأشخاص الحياة العملية ، لكن الدنماركيين هم الذين سيكون عليهم العمل حتى سن متأخرة .
وفي إسبانيا، بحلول عام 2027، سيتم رفع سن التقاعد إلى 67 عاما، على غرار دول مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا. ومع ذلك، ليس كل البلدان لديها مثل هذه الأرقام المرتفعة.
ففي الطرف المقابل من طيف الذين رفعوا من سنة التقاعد ،هناك دول مثل رومانيا وفرنسا وسلوفاكيا، حددت سن التقاعد بين 62 و63 عاما.