كتب: عبد العزيز حيون
أطلق فريق من العلماء تحذيرا عالميا عاجلا بعد أن كشفوا عن وجود أكثر من 40 تسربا جديدا لغاز الميثان في المياه الضحلة لـبحر روس Ross Sea في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا).
ويُثير هذا الاكتشاف، الذي كان يُعتقد أنه ظاهرة نادرة، قلقا كبيرا في الأوساط العلمية نظرا لتأثيره المحتمل على تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري.
خطر مناخي يفوق ثاني أكسيد الكربون بثمانين مرة
يُعد غاز الميثان من الغازات الدفيئة شديدة الفعالية، حيث يمكنه حبس الحرارة بمعدل يزيد بحوالي 80 مرة عن ثاني أكسيد الكربون.
وتوجد تحت قاع المحيطات في جميع أنحاء العالم مخزونات هائلة من هذا الغاز، والتي يمكن أن تتسرب إلى المياه عبر الشقوق في قاع البحر.
وحتى وقت قريب، لم يتم تأكيد سوى تسرب واحد نشط للميثان في القارة القطبية الجنوبية، لكن الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، استخدمت تقنيات صوتية للكشف عن أن هذه التسربات أكثر شيوعا بكثير مما كان يُفترض سابقا.
و”أصبحت الظاهرة أمرا طبيعيا بشكل متزايد” حسب ما صرحت سارة سيبروك، المؤلفة الرئيسية للتقرير، وأكدت أن ما كان يُعتقد أنه نادر “يبدو الآن أنه أصبح أمرا شائعا”.
وينبع القلق الرئيسي من احتمال أن يؤدي هذا التسرب، إذا اتبع سلوك أنظمة التسربات الضحلة الأخرى، إلى “انتقال سريع للميثان إلى الغلاف الجوي”، مما قد يزيد من توقعات التغير المناخي سوءا.
ويرجح العلماء أن هذا التطور في ظاهرة تسرب الميثان قد يكون مرتبطا بشكل مباشر بالاحترار العالمي.
وفي هذا السياق، تُسلط الدراسة الضوء على التزامن بين:
ارتفاع درجة حرارة المياه.
وتضاؤل وانسحاب الأنهار الجليدية.
والظهور الأخير لهذه التسربات في قاع بحر روس.
وتؤكد هذه المصادفات على “الحاجة الملحة والحرجة لفهم الآليات التي تقود هذا التسرب”، قبل أن يؤدي إلى تغييرات مناخية لا يمكن السيطرة عليها.