كتب عبد العزيز حيون
تجد العلاقات بين الولايات المتحدة وإسبانيا نفسها مجددا وسط التوتر، بعد أن صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته ضد مدريد، متهما الحكومة الإسبانية بـ “قلة الاحترام بشكل صارخ” تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو).
كما هدد ترامب بفرض عقوبات تجارية على إسبانيا إذا لم ترفع الأخيرة إنفاقها الدفاعي.
المطالبة برفع الإنفاق العسكري تتصدر الأزمة..
تتعلق التوترات المتجددة بين البلدين، والتي تكررت منذ وصول ترامب إلى سدة الحكم، بالقضية ذاتها: إنفاق إسبانيا على الدفاع في إطار التزاماتها تجاه الناتو.
وجاء هذا التصعيد على الرغم من تصريح سابق لترامب، قبل 24 ساعة فقط، أشاد فيه برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيث، مؤكدا أن مدريد “تقوم بعمل رائع”.
لكن الرئيس الأمريكي عاد ليضع إسبانيا في دائرة الانتقاد خلال اجتماع مع الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، حيث صرح :”أفكر في معاقبتهم بفرض رسوم جمركية. لقد ارتكبوا أخطاء تجاه الناتو. أنا مستاء جدا منهم. إنها الدولة الوحيدة التي لم ترفع نسبة الإنفاق إلى 5%. كل أعضاء الناتو فعلوا ذلك.”
واعتبر ترامب أن إسبانيا “وضعها الاقتصادي جيد، لكنها لا تفي بالتزاماتها”، مضيفا أنها “تستفيد من الحماية التلقائية للناتو” بسبب موقعها الجغرافي، وهو ما يراه غير عادل ولا يمكن أن يستمر.
وفي تطور ذي صلة، تجنب سفير الولايات المتحدة لدى الناتو، ماثيو ويتاكر، التعليق على أي تلميحات بشأن طرد إسبانيا من الحلف، مكتفيا بالتأكيد قبل اجتماع وزراء دفاع الحلفاء على أن: “الولايات المتحدة تتوقع من جميع الحلفاء الوفاء بالتزاماتهم الدفاعية وهدف إنفاق 5%، و3.5% لأهداف القدرة في الناتو، و1.5% أخرى على النفقات المتعلقة بالدفاع. لقد اتفق جميع الحلفاء على القيام بذلك. لم تكن هناك استثناءات..”
وتُعتبر هذه التطورات مؤشرا على استمرار الضغط الأمريكي على مدريد لتسريع وتيرة زيادة ميزانية الدفاع، التي تظل نقطة خلاف رئيسية بين البلدين في إطار الحلف