التبريس/ ع.الكريم صديق
استبشر سكان اقليم الحسيمة خيرا لما تم تدشين مطار “الشريف الادريسي” في يونيو 2010. قيل لنا آنذاك بأن هذه المنشأة التي تمت إعادة هيكلتها و توسيعها سترفع من طاقتها الاستيعابية إلى 300 ألف مسافر سنويا بدل 100 الف التي كانت من قبل. و قيل بأن المطار يتميز بالمواصفات التكنولوجية العالمية الراقية، التي تساعد على السلامة و الأمن بالنسبة للطائرات و المسافرين، إضافة إلى الخدمات المتوفرة هناك و التي تستجيب لمتطلباتهم.
جميل جدا كل ما ذكرناه، و لكن أين ذلك العدد الهائل من المسافرين؟ أين الطائرات؟ أين الرحلات التي طالما استبشرنا بها؟ كل ذلك كان و لا يزال عواء في خواء. فمطار “العروي” القريب منا يستقبل على الأقل خمس طائرات يوميا من شركات عالمية متنوعة للطيران، بينما “الشريف الادريسي” تأتيه من حين لآخر طائرة يتيمة لا يكاد يُسمع أزيزها و كأنها ذبابة تبحث عن فضلات لتقع عليها. فمثلا هناك الشركة الايرلندية “راين إير” الرخيصة التذاكر، التي تحط و تقلع من عدة مطارات مغربية، بعضها تستخلص فقط 5 أورو عن كل مسافر، بينما مطار الحسيمة – كما قيل- اشترط 40 أورو عن كل مسافر كي يسمح للشركة باستعماله.
فطولَ السنة ترتادُ المطارَ و تَسكُنه أسراب من كل أنواع الطيور، و عند حلول فصل الربيع تلمس هناك جميعَ أصناف الفراشات. تلك هي فقط الطائرات التي بُني مطار “الشريف الادريسي” لأجلها كما يبدو. فلنجعله إذاً محميةً طبيعية.
لست أدري لماذا توضع العراقيل دائما حينما يتعلق الأمر بهذا الجزء من الوطن. ماذا يا ترى يجنيه المعرقلون من هذا الفعل؟ فتارةً الميناء، و طوراً المطار، و غدا الطريق السيار إذا كُتب له الانتهاء يوما ما. نسأل الله الرفق بهذا الاقليم المنبوذ.