رغم انطلاق الموسم الدراسي هذه السنة مبكرا، واستبشار الأسر خيرا في مشاريع الإصلاح الجديدة، ما يزال ما يفوق 2 مليون تلميذ لم يبدؤوا الدروس الفعلية، ما أثار حفيظة مجموعة من الأسر.
وعلمت «الصباح» من مصدر مطلع، أن الأساتذة والمديرين وضعوا في موقف حرج مع الأسر، سواء في الأيام المفتوحة التي تنظم في الآونة الأخيرة، أو زيارات للإدارة، يستفسر خلالها الآباء والأمهات عن تاريخ بداية الدروس.
وبما أن الوزارة تسير بسرعة قصوى لتعميم مدارس الريادة، فإن هذه السرعة لم يقابلها تحضير جيد للعدة التي يشتغل بها الأساتذة، الأمر الذي شل عملهم، واكتفوا منذ شتنبر الماضي، بدروس الدعم والاستدراك.
وليست العدة البيداغوجية وحدها التي تأخر إعدادها، بل إن الأساتذة كذلك، لا يعرفون طريقة التدريس الجديدة، ويخضعون لتكوين مستمر منذ فترة، ويرتقب أن ينتهي في الأيام المقبلة، الأمر الذي ضيع شهرين من الدراسة الفعلية.
ومن المرتقب أن ينطلق التعليم الصريح، كما تسميه الوزارة في الأسبوعين المقبلين، حسب جاهزية كل مدرسة، وهل أكمل الأساتذة تكوينهم للتعرف على أساليب التعامل مع طريقة التدريس الجديدة، التي اعتمدتها الوزارة، والمسماة «طارل”.
وما أثار غضب مجموعة من الأسر، خاصة تلك التي لديها تلاميذ نجباء، أنهم يشكون عند عودتهم إلى المنزل، من الحصص المملة، التي تخصص للتذكير فقط بدروس المستويات الأدنى، من أجل تأهيل التلاميذ الذين يعانون تأخرا في بعض التعلمات.
ويتساءل الأساتذة والتلاميذ عن تاريخ انتهاء السنة الدراسية، بسبب أن شهرين مرا دون إحراز أي تقدم، في دروس المقرر الدراسي، كما لم تجر طيلة الفترة الماضية تقييمات وفروض، الأمر الذي يطرح السؤال، حول ما إذا كانت الوزارة ستمدد مرة أخرى السنة الدراسية، أم ستقتصر على دروس دون أخرى.
وزادت حدة الانتقادات لمشروع المدرسة الرائدة، بعد رحيل الوزير بنموسى، الذي تبنى المشروع ودافع عنه، وهناك اليوم من يدفع للتخلي عن المشروع، لكن الواضح أنه التزام حكومي، ولن تتخلى عنه الحكومة، لكن بالمقابل هناك مشاكل حقيقية متعلقة بالتأخر، وتغيير طريقة التدريس، التي ساوت بين الأساتذة، وجعلت الجميع يبحث عن طريقة إعداد الدروس، ويتعلمون الطريقة الجديدة، رغم أن البعض أشرف على التقاعد.
عصام الناصيري.