كتب: عبد العزيز حيون
في تطور قد يغير مسار علاج الأورام، كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس عن تأثير غير متوقع للقاحات “كوفيد- 19″، المعتمدة على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، على مرضى السرطان.
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإن المرضى الذين تلقوا لقاحاً بتقنية الـ mRNA ضد “كوفيد- 19” خلال الـ 100 يوم التي تلت بدء علاجهم بالعلاج المناعي (Immunotherapy)، تضاعفت لديهم احتمالات البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات بعد بدء العلاج.
كيف تنشّط اللقاحات الجهاز المناعي ضد السرطان؟
لم يكن هذا الاكتشاف وليد الصدفة، بل جاء خلال عمل الباحثين على تطوير لقاحات شخصية مضادة للسرطان تعتمد على تقنية الـ mRNA.
وأوضح الدكتور آدم غريبين، أحد المشرفين على الدراسة، أن اللقاحات التجارية المتاحة ضد “كوفيد- 19” يمكنها “تدريب الجهاز المناعي للمرضى على القضاء على السرطان”.
وتعمل هذه اللقاحات كـ “إنذار” يضع الجهاز المناعي في حالة تأهب قصوى للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
ورداً على ذلك، تبدأ الخلايا السرطانية بإنتاج بروتين (PD-L1)، الذي يعمل كآلية دفاعية ضد الخلايا المناعية. وهنا يأتي دور مثبطات نقاط التفتيش المناعي، التي تستهدف هذا البروتين بالتحديد، مما يطلق العنان للجهاز المناعي لمحاربة السرطان بكفاءة أعلى.
ويشير الدكتور غريبين إلى أن “المثير حقاً في العمل هو أنه يشير إلى أن اللقاحات متاحة على نطاق واسع وبتكلفة منخفضة، ولديها القدرة على تحسين فعالية علاجات مناعية معينة بشكل كبير”.
وشملت الدراسة تحليلات على أكثر من 1000 مريض عولجوا بين غشت 2019 وغشت 2023.
وجاءت النتائج لتدعم الفرضية بقوة:
مرضى سرطان الرئة (الخلايا غير الصغيرة المتقدم): بلغ متوسط بقاء 180 مريضاً ملقحاً 37.33 شهراً، مقارنة بـ 20.6 شهراً لـ 704 مرضى غير ملقحين.
مرضى سرطان الجلد النقيلي (Melanoma): لم يُتوصل بعد إلى متوسط البقاء على قيد الحياة لـ 43 مريضا ملقحا، مما يشير إلى تحسن كبير، مقارنة بـ 26.67 شهراً لـ 167 مريضاً غير ملقح.
وكانت هذه التحسينات في البقاء على قيد الحياة أكثر وضوحا بين المرضى الذين يعانون من أورام تُعرف بأنها “باردة مناعياً”، أي تلك التي لا يُتوقع أن تستجيب جيداً للعلاج المناعي. فقد شهد هؤلاء المرضى، الذين لديهم مستويات منخفضة جداً من بروتين (PD-L1)، تحسناً يقارب خمسة أضعاف في البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات مع تلقي لقاح “كوفيد-19”.
وينوي الباحثون الآن الشروع في تجربة إكلينيكية عشوائية متعددة المراكز من المرحلة الثالثة للتحقق من هذه النتائج وتحديد ما إذا كان يجب دمج لقاحات الـ mRNA لـ “كوفيد-19” كجزء من العلاج القياسي لمرضى السرطان الذين يتلقون العلاج المناعي.
 
	    	 
		    






























