استنكرت الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحسيمة، الارتفاع المهول في أسعار المواد الأساسية، الذي فاقم معاناة الساكنة في ظل غياب أي أفق لتحسين القدرة الشرائية، نتيجة تفاقم الفقر والبطالة، مما قد يهدد الاستقرار الاجتماعي، مطالبة الحكومة بالتدخل العاجل لوضع إستراتيجيات فعالة لمكافحة الغلاء، وحماية الأسر الأكثر هشاشة، وضمان تكافؤ الفرص بين المناطق.
وشجبت الكتابة في بيان لها عقب الاجتماع الذي عقدته أمس ( الخميس ) تطرقت فيه إلى العديد من الإشكالات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها الساكنة، والتي تستدعي تدخلا عاجلا لوضع حد لمعاناتها اليومية، وتحقيق تنمية منصفة وعادلة لهم، ـ شجبت ـ استمرار توقف خدمات مستشفى محمد الخامس بالحسيمة، مما ساهم في تعميق الفجوة الصحية، وأدى إلى مضاعفة معاناة الساكنة، خصوصاً في الحالات المستعجلة، حيث يضطر المرضى إلى البحث عن وسائل النقل خارج المدينة لتلقي الإسعافات الفورية. وعبرت الكتابة عن قلق الحزب العميق إزاء أزمة الماء التي تعاني منها عدة جماعات، منها: بني جميل مسطاسة، مكصولين بني عبد الله، وبني حذيفة، حيث أصبح شح المياه يهدد الحياة اليومية للساكنة ويمس بالأنشطة الفلاحية، التي تعد مصدر الرزق الأساسي في هذه المناطق، مطالبة بالإسراع في تنفيذ مشاريع السدود التلية وصهاريج المياه لضمان توفير المياه الصالحة للشرب والري. وقال البيان إن الحزب رصد تدهور البنية التحتية والطرقية والمنشآت الفنية في العديد من جماعات الإقليم مثل آيت قمرة, بني عبد الله ، لوطا، بني بشير، بني جميل مكصولين زاوية سيدي عبد القادر، كتامة، إساكن، وعبد الغاية السواحل، مما أدى إلى عزل هذه المناطق عن محيطها الطبيعي، وعرقلة الحركة الاقتصادية والاجتماعية، مطالبا بالإسراع في إنجاز مشاريع إصلاح الطرق بعد الأضرار التي لحقت بها جراء التساقطات المطرية الأخيرة. وشدد على أهمية تنظيم وتشجيع التجارة المحلية عبر إنشاء أسواق القرب، بما يساهم في هيكلة النشاط التجاري، وحماية حقوق التجار الصغار. وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في المناطق النائية، مما يعزز العروض الاقتصادية والاجتماعية للشباب والنساء.
وطالب البيان بخلق فرص عمل خاصة في المناطق القروية، وذلك من خلال تنمية القطاعين الفلاحي والصناعي عبر إنشاء مشاريع تنموية صغيرة ومتوسطة، وتوفير الدعم اللازم للمقاولات المحلية، لضمان توفير وظائف لائقة وتشجيع الكفاءات المحلية على البقاء والاستثمار في الإقليم، والتعجيل بتشغيل المرافق الاجتماعية المتوقفة، مثل بعض المراكز الصحية ومؤسسات التكوين والتأهيل، وذلك لضمان استفادة الساكنة من الخدمات الأساسية، وخلق فرص شغل جديدة، مما يساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، والتدخل العاجل لفرض احترام الملك العمومي وحمايته من الاحتلال وتأهيل شواطئ الإقليم، ووضع استراتيجية استباقية لتأمين وتطوير السياحة المستدامة، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب، وتوفير بنية تحتية متطورة تعزز جاذبية الإقليم كوجهة سياحية مميزة. وألح على التأكيد على ضرورة إنشاء ملاعب قرب جديدة وفي عدة جماعات قروية بناء على الحاجة الملحة و ببلديات الإقليم وجماعات إمرابطن: كتامة: عبد الغاية السواحل بهدف توفير فضاءات رياضية للشباب، وتحفيزهم على ممارسة الأنشطة البدنية، والحد من ظواهر العنف والانحراف، والعناية بمجال التعليم، من خلال إحداث وحدات مدرسية جديدة في المناطق التي تعاني من ضعف في البنية التحتية التعليمية وصعوبة تنقل الأطفال المتمدرسين لمسافات بعيدة، بما يضمن الولوج العادل إلى التعليم، مع الحرص على ضمان سلامة وأمن نساء ورجال التعليم الذين يشتغلون في الوسط القروي، وحمايتهم من جميع المخاطر المحتملة أثناء تأدية مهامهم. وأعلن الحزب تأكيده على أن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بإرادة سياسية جادة وفاعلة تحارب الهشاشة وتعزز فرص الاستثمار، وتؤمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لكافة المواطنين، عبر تطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الخدمات العمومية، ودعم فرص التشغيل والاستثمار، معلنا استمرار مناضليه فى النضال المشروع من أجل تحقيق تنمية مستدامة لإقليم الحسيمة، مستندين في ذلك إلى إيمانه العميق بدولة المؤسسات الضامنة للحقوق، من أجل بناء إقليم مزدهر يوفر لأبنائه فرصا تتماشى مع تطلعاتهم، ويساهم في تعزيز صرح البناء التنموي ببلادنا.
التبريس.متابعة