علمت «الصباح» أن مجموعة من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، أطلقت طلبات عروض من أجل طباعة المقررات الدراسية لفائدة مدارس الريادة، تفاديا للإشكال الكبير الذي رافق الموسم الدراسي الحالي، الذي لم يتوصل فيه التلاميذ بالمقررات إلا بعد أشهر من انطلاق الدراسة.
وأطلقت بعض الأكاديميات الصفقات بشكل مشترك، في حين ما تزال أخرى لم تعلن بعد عن صفقاتها، الأمر الذي يمكن أن يحول دون توصلها بالمقررات في الوقت المناسب.
وتهم هذه الصفقات طباعة ملايين الكتب المدرسية والعدة البيداغوجية، إذ أن كل تلميذ على الأقل يحتاج إلى 6 مقررات، ومن خلال إجراء عملية حسابية بضرب الرقم 6 في عدد تلاميذ السلك الابتدائي والإعدادي، الذين سيدرسون العام المقبل في مدارس الريادة، فإن عدد الكتب يمكن أن يتجاوز 17 مليون مقرر.
ويمكن أن يبلغ عدد التلاميذ المتمدرسين في مدارس الريادة، العام المقبل، 2 مليون ونصف مليون، إذ من المرتقب أن تصل نسبة الإدماج في الابتدائي والإعدادي إلى 50 في المائة، في انتظار التعميم في السلك الثانوي.
وبارتفاع عدد التلاميذ يرتفع عدد الكتب الواجب طبعها في مدة لا تتجاوز 4 أشهر، علما أن المطابع الكبرى هي التي ستفوز بالصفقات، بسبب قدرتها على تجهيز الطلبيات في الوقت المناسب، وتفادي الإشكاليات التي يمكن أن تكرر سيناريو هذه السنة.
وما تزال الصورة غير واضحة حول ما إذا كانت الأسر ستتكفل بمصاريف اقتناء الكتب الموسم المقبل، أم أن الوزارة ستشرف على هذه العملية مرة أخرى كما هو الأمر في العام الجاري. واضطرت الكثير من الأسر إلى تدبر أمرها هذا الموسم، من خلال طبع الكتب بطرق غير احترافية، بعدما تأخرت المقررات لأشهر، وكان هناك بعض الأساتذة الذين يطبعون المقرر في أوراق باللون الأبيض والأسود من أجل تمكين التلاميذ من متابعة الدروس، علما أن تلك المقررات تضم صورا ملونة وتمارين تعتمد على الألوان.
وستزيد معاناة الناشرين والكتبيين، السنة المقبلة، علما أن كتب الريادة لا تباع في المكتبات، كما أن صغار الناشرين لم يستفيدوا من صفقات الطبع، فهل تحرم الوزارة هذه الفئات من سوق الكتاب المدرسي السنة المقبلة؟.
عصام الناصيري