مذكرة وزارية تزرع الفتنة بين أمهات وآباء تلاميذ الريادة وبين الكتبيين باشتراط الحصول على “وصل”
لم يتعرف تلاميذ مؤسسات الريادة، في المستويين الابتدائي والإعدادي، على لائحة الكراسات والكتب المبرمجة في الموسم الدراسي 2025/2026، بعد أكثر من أسبوعين على انطلاق الدراسة.
وانتهت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من إعداد اللوائح الخاصة بالكتب والمراجع المتعلقة بمؤسسات الريادة، دون أن يتمكن التلاميذ من اقتنائها من المكتبات، إذ اشترطت مذكرة توصل بها مديرو الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديرون الإقليميون حصول الآباء على وصل بهذه الكتب موقع من مدير المؤسسة المعنية.
وسيطلب من الآباء وأولياء أمور التلاميذ، الذين سيتابعون دراستهم في نموذج المؤسسة الرائدة، الالتحاق بإدارات المؤسسات من أجل تسلم وصل موقع من المدير، يتضمن لائحة الكتب المطلوب اقتناؤها من المكتبات.
وحثت المذكرة، الموقعة من الكاتب العام للوزارة، المسؤولين الجهويين والمحليين ومديري المؤسسات على الحرص على تتبع هذه العملية وتوفير الوسائل الإدارية لها وطبع العدد الكافي من الوصولات، لتمكين الآباء منها، وتسهيل عملية اقتناء الكتب، وهي طريقة تشبه كثيرا توزيع “بونات” الدقيق والمواد الغذائية التي اعتمدتها سلطات الحماية الفرنسية بين 1944 و1945، حيث عانى سكان المغرب المجاعة والأوبئة بسبب الجفاف.
وقال مسؤول تربوي إن الفرق الوحيد بين وصل وزارة التربية الوطنية و”البون”، أن الأول مدفوع الثمن من جيوب المواطنين، والثاني مجاني مسلم من الإدارة الفرنسية.
وأكد المسؤول نفسه أن مذكرة الوزارة، الصادرة في 12 شتنبر الجاري، تضيف مزيدا من الغموض على العملية، إذ سيمنع على الآباء والأمهات غير الحاصلين على “وصل” موقع من المدير اقتناء الكتب والمراجع من المكتبات.
وأوضح المسؤول أن المذكرة جاء فيها أيضا قرار بمنع أصحاب المكتبات من بيع كتب مؤسسات الريادة لغير الحاملين للوصل، ما يعتبر تدخلا في قطاع خدماتي حر، “لا يمكن أن نضع فيه قيودا بين البائع والزبون”.
وأعطت المصالح المركزية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، منذ أيام، الإذن لمجموعات من الناشرين ومطابع للبدء في طبع المقررات الجديدة لأقسام السلك الابتدائي لمدارس الريادة، استعدادا لموسم 2025-2026.
وتتوقع الوزارة إنتاج أكثر من 11 مليون نسخة بمعدل 360 ألف نسخة في كل مادة، (جزءان لمادة الرياضيات واللغة العربية وكتاب واحد في الفرنسية)، في إطار محطة التعلمات الجديدة (التمدرس الصريح) التي ستنطلق في 27 أكتوبر المقبل.
ولجأت الوزارة، هذا الموسم، إلى مقاربة جديدة في تدبير الكتاب المدرسي، تنطلق من التخلي عن مجانية الكتاب (كما كان معمولا به في موسم 2024-2025)، إلى الانفراد بدور المؤلف الواحد، مع اللجوء إلى سلسلة النشر من جديد (الطباعة، التوزيع، النشر).
يوسف الساكت