في إطار الاحتفال بالسنة الأمازيغية، نظمت الثانوية التأهيلية أبي يعقوب البادسي مساء يوم الثلاثاء 21 يناير 2025، لقاء علميا حول “التوجيه المهني والجامعي: تخصص الأمازيغية بين التحديات والفرص الواعدة“، بحضور أساتذة، أطر إدارية، وباحثين مختصين، وتلاميذ المؤسسة.
افتتح اللقاء مدير الثانوية السيد عادل علاوي بكلمة ترحيبية، حيث رحب بالحضور وشكرهم على مشاركتهم في هذا اللقاء الذي يأتي بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2975. وأكد على أهمية اللغة الأمازيغية كجزء أصيل من الهوية الوطنية المغربية، ودورها في تعزيز التنوع الثقافي واللغوي في المغرب.
تحدث المستشار في التوجيه التربوي السيد طارق أبدار بعد ذلك عن أهمية الأمازيغية كرمز من رموز الهوية الوطنية، مشيرا إلى أنها ليست مجرد لغة، بل هي جسر يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. وأكد على أن هذا اللقاء يهدف إلى تسليط الضوء على مسار ترسيم اللغة الأمازيغية وأبعادها الأكاديمية والمهنية. كما تناول الأستاذ طارق الفرص التعليمية والمهنية التي يتيحها تخصص الأمازيغية، مشيرا إلى أن هناك العديد من التخصصات الجامعية المتاحة في هذا المجال، مثل الإجازة الأساسية في الدراسات الأمازيغية، والإجازة المهنية في ديداكتيك اللغة الأمازيغية، الإجازة في التربية تخصص اللغة الامازيغية بالمدارس العليا للأساتذة ENS والمدارس العليا للتربية والتكوين ESEF، والماستر في الأدب واللسانيات الأمازيغية مثل ماستر الدراسات النقدية في الأدب الأمازيغي بالكلية المتعددة التخصصات الناظور وهو ماستر جديد اعتمد خلال هذا الموسم 2024-2025.
كما يمكن للحاصلين على شهادة الماستر التسجيل بسلك الدكتوراه، حيث مختبرات الدكتوراه تقدم مجالات بحث في اللسانيات الأمازيغية، الأدب الأمازيغي، التراث والثقافة الأمازيغية.
وأشار إلى أن هذه التخصصات تفتح آفاقا مهنية متنوعة في مجالات التدريس، البحث العلمي، الإعلام، والترجمة.
من جهته، تناول الأستاذ فؤاد كوح المحور الأول من اللقاء، والذي ركز على مراحل ترسيم اللغة الأمازيغية. بدأ بالحديث عن الخطاب الملكي التاريخي بأجدير سنة 2001، الذي أكد فيه جلالة الملك محمد السادس على أهمية الأمازيغية كمكون أساسي للهوية المغربية. ثم تطرق إلى دستور 2011 الذي نص على اعتبار الأمازيغية لغة رسمية للدولة، وإلى القانون التنظيمي رقم 26.16 الذي يحدد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. كما أشار الأستاذ فؤاد إلى الجهود الحكومية الأخيرة لتعزيز مكانة الأمازيغية، مثل تخصيص ميزانية قدرها مليار درهم بحلول عام 2025، وإقرار رأس السنة الأمازيغية كعطلة وطنية رسمية.
وفي الجزء الثاني من حديثه، تناول الأستاذ فؤاد التحديات التي تواجه خريجي تخصصات الأمازيغية في سوق العمل، مثل محدودية فرص العمل، نقص البرامج التطبيقية، وضعف الطلب على الأمازيغية في القطاع الخاص. وأكد على ضرورة تعزيز إدماج الأمازيغية في القطاعات المختلفة، وتطوير المناهج الدراسية لتشمل مقاربات تطبيقية.
اختتم اللقاء بتقديم مجموعة من التوصيات لتعزيز مكانة الأمازيغية، منها تعزيز إدماجها في القطاعات الرسمية والخاصة، وتشجيع الاستثمار في المشاريع الثقافية والإبداعية المرتبطة بالأمازيغية، ورفع وعي المؤسسات والشركات بأهمية هذه اللغة. وأكد المشاركون على أن الأمازيغية ليست مجرد لغة، بل هي رمز من رموز الهوية الوطنية المغربية، وأن نجاح تفعيلها يتطلب تضافر الجهود بين الحكومة، المؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني.
مراسلة.