تتداول مصادر مهنية في القطاع السياحي معطيات تفيد بأن العلامة الفندقية العالمية Mövenpick قد تكون بصدد توسيع حضورها بالمغرب من خلال مشروع جديد بمدينة الحسيمة، حيث يرجح أن تحل، اواخر هذا الشهر، محل العلامة السابقة Mercure. ويعتقد أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية مجموعة Accor، المالكة للعلامتين، لإعادة هيكلة تواجدها الفندقي بالمملكة وتعزيز حضورها في الشمال المغربي الذي يشهد دينامية سياحية متزايدة خلال السنوات الأخيرة.
ويرى متتبعون أن هذا التحول يعكس رغبة Accor في ترقية مستوى الخدمات الفندقية بالمنطقة من الفئة المتوسطة إلى الفئة الفاخرة، تماشيا مع تطور الطلب على السياحة الشاطئية الراقية بالحسيمة. وتشير المعطيات الأولية إلى أن المشروع، في حال تأكيده، سيعتمد على معايير Mövenpick المعروفة بطابعها السويسري المتميز، الذي يولي أهمية كبرى للتفاصيل الدقيقة في الخدمة، ولمزيج الرفاهية والبساطة الراقية التي تميز هوية العلامة عالميًا.
وتعد “موفنبيك” من أبرز العلامات التابعة لمجموعة Accor الفرنسية، وتتموضع ضمن فئة الفنادق الفاخرة ذات الخمس نجوم، بينما تركز Mercure، التابعة لنفس المجموعة، على الفئة المتوسطة والراقية، بما يجعل الجمع بينهما جزءًا من استراتيجية تنويع العلامات داخل السوق الواحدة. ويتيح هذا التنوع للمجموعة استهداف شرائح مختلفة من الزبناء وتكييف عروضها مع خصوصيات كل وجهة، وفق ما تؤكده الاتجاهات العامة في القطاع الفندقي الدولي.
ويُنتظر أن يُسهم حضور Mövenpick المحتمل في الحسيمة في تنشيط الاقتصاد المحلي، عبر استقطاب فئات جديدة من الزوار والمستثمرين، ورفع مؤشرات التشغيل والخدمات المرافقة. كما يمكن أن يشكل المشروع، في حال اعتماده رسميًا، عنصر توازن ضمن رؤية أوسع تهدف إلى توزيع العرض السياحي الفاخر على مختلف جهات المملكة بدل تركّزه في مراكش والدار البيضاء وطنجة فقط.
وتدير مجموعة Accor بالمغرب عددًا من الوحدات الفندقية تحت علامات متعددة تشمل Sofitel وNovotel وIbis وFairmont وMövenpick وMercure وغيرها، موزعة على كبريات المدن السياحية. ويُقدَّر أن عدد فنادق Mövenpick في المغرب يناهز أربع وحدات رئيسية بكل من الدار البيضاء ومراكش وطنجة، فيما يُتوقع أن تنضاف الحسيمة مستقبلًا إلى هذه القائمة ضمن سياسة توسعية تراعي البعد الترابي وتنوع الوجهات المغربية.
ولا يُستبعد أن يشكل دخول Mövenpick إلى الحسيمة مرحلة جديدة في تطور المشهد الفندقي بالمدينة، إذ يمكن أن يسهم في رفع مستوى المنافسة بين الفنادق المحلية وجذب فئات جديدة من السياح ورجال الأعمال الباحثين عن خدمات فندقية راقية. ويأتي هذا التحول في وقت يشهد فيه القطاع اهتمامًا رسميًا متزايدًا بتأهيل البنية التحتية السياحية